من هولندا 1976 إلى 2008، تاريخ طويل من المنتخبات التي أدار الحظ ظهره لها

"الأفضل لا يفوز دائماً"، مقولة
تتحقق جميع أركان معانيها في كرة القدم كثيراً، فكرة القدم لا تبتسم دوماً لصحاب
الأداء الأفضل عندما يقرر الحظ أن يقول كلمته. وتجلى ظهور هذا الأمر في نهائي دوري
أبطال أوروبا هذا الموسم بين بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي عندما لم
تفلح سيطرة الفريق البافاري طوال المباراة سوى في تسجيل هدف وحيد، ثم لعب الحظ
لعبته عندما أهدر آريين روبن ركلة جزاء للبايرن في الشوط الإضافي الأول إلى أن حسم
تشيلسي اللقب بركلات الترجيح في النهاية.

وبالنظر إلى تاريخ بطولة كأس الأمم الأوروبية
الـ"يورو" منذ النسخة الأولى للبطولة عام 1960، سنجد الكثير من
المنتخبات التي قدمت مستوى لا ينسى لكن الحظ لم يبتسم لها لتحقيق البطولة في ظل
هذا التألق.

محطتنا الأولى مع المنتخبات التي لا تنسى في
تاريخ اليورو ستكون مع المنتخب الهولندي في نسخة عام 1976 التي أقيمت يوغوسلافيا
التي شهدت مشاركة 4 منتخبات. وقدم المنتخب الهولندي مباراة رائعة في الدور قبل
النهائي أمام تشيكوسلوفاكيا التي نجحت في حسم المباراة 3-1 عقب الوقت الإضافي بعد
أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، لكن الدقيقيتن 114 و118 في الوقت الإضافي
شهدت هدفين متتاليين لتشيكوسلوفاكيا. وخاض المنتخب الهولندي بعد ذلك مباراة تحديد
المركزين الثالث والرابع مع أمام أصحاب الأرض – يوغوسلافيا – ونجحت الطواحين في
حسم الميدالية البرونزية بالفوز على تلك المباراة 3-2 عقب الوقت الإضافي أيضاً في
مباراة كان نجمها الأول أنتون أوندروس. (منتخبات لا تنسى: هولندا 1976).

في النسخة السادسة من كأس الأمم الأوروبية بإيطاليا – أول بطولة تقام
بمشاركة 8 منتخبات - نجح المنتخب البلجيكي في عبور الدور الأول بجدارة واستحقاق عن
طريق مجموعة التي ضمت كل من إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا، وبحسمه المركز الأول في
المجموعة تأهل المنتخب البلجيكي إلى النهائي – كانت لوائح البطولة تؤهل أصحاب
المركز الأول في المجموعتين إلى النهائي مباشرة - حيث التقى منتخب ألمانيا
الغريبة. وقدمت بلجيكا مباراة رائعة أمام الماكينات، وكانت لوحة الملعب الأوليمبي
في العاصمة الإيطالي روما تشير إلى التعادل 1-1 حتى الدقيقة 88 التي سجل فيها هورست
هروبريتش الهدف الثاني له ولألمانيا في المباراة ليقود الألمان إلى منصة التتويج
للمرة الثانية في تاريخهم. (منتخبات لا تنسى: بلجيكا 1980).

في بطولة 1984، وصل المنتخب الدنماركي إلى الدور قبل النهائي عن طريق
احتلال المركز الثاني في المجموعة الأولى متقدما على منتخبات بلجيكا ويوغوسلافيا وخلف
المنتخب الفرنسي – الذي توج بالبطولة في هذه النسخة – ليتلقي مع إسبانيا في المربع
الذهبي. وبعد خوض 120 دقيقة هي مجموع الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة كانت
النتيجة هي التعادل 1-1ـ فاحتكم الفريقي إلى ركلات الترجيح لتحديد المتأهل إلى
النهائي، وهنا ابتسم الحظ للماتادور الذي حسمها لصالحه بنتيجة 5-4. (منتخبات لا
تنسى: بلجيكا 1984).

بعد ما يقرب من 22 عاماً، كان منتخب الاتحاد السوفيتي قريباً من الفوز
بلقبه الثاني في كأس الأمم الأوروبية، فبعد اجتياز الدور الأول للبطولة التي أقيمت
في ألمانيا الغريبة متصدراً المجموعة الثانية على حساب هولندا وجمهورية إيرلندا
وإنجلترا، التقى المنتخب السوفيتي مع إيطاليا في قبل النهائي ونجح بسهولة في حسم
المباراة 2-0 حاجزاً مكانه في النهائي، وفي النهائي تكرر لقاء الاتحاد السوفيتي مع
هولندا، لكن السوفييت فشلوا في تكرار الفوز حققوه في الدور الأول بهدف وانتقم
منتخب الطواحين بالفوز على حامل لقب أول بطولة لليورو 2-0. (منتخبات لا تنسى:
الاتحاد السوفيتي 1988).

في بطولة يورو 1992 التي اقيمت في السويد خذلت الأرض أصحابها، فبعد
تأهل السويد إلى قبل النهائي بعد تصدر المجموعة الأولى على حساب الدنمارك وفرنسا
وإنجلترا، التقت السويد مع المنتخب الألماني في المربع الذهبي، وحسم الألمان
المواجهة بالفوز 3-2 بصعوبة بالغة. (منتخبات لا تنسى: السويد يورو 1992).

للمرة الثاني على التوالي، تخذل الأرض أصحابها في الدور قبل النهائي،
ففي نسخة البطولة رقم 10 التي أقيمت في إنجلترا عام 1996، ظفرت ألمانيا بلقبها الثالث
أوروبياً، وقدم المنتخب الإنجليزي مسوى رائع في تلك البطولة بعد تصدر المجموعة
الأولى على حساب هولندا واسكتلندا وسويسرا. وفي دور الثمانية اطاح الإنجليز
بالمنتخب الإسباني بعد الفوز عليه 4-2 بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقت الأصلي
والإضافي بالتعادل السلبي، إلى أن جاءت مواجهة المنتخب الألماني في قبل النهائي
لتدير ركلات الترجيح ظهرها للإنجليز وتبتسم للماكينات بنتيجة 6-5 بعد انتهاء
المباراة ووقتها الإضافي بالتعادل 1-1. (منتخبا لا تنسى: إنجلترا يورو 1996).

وفي نفس البطولة سوف نتوقع أمام مسيرة المنتخب الكرواتي – نواة منتخب
كرواتيا الفائز بالمركز الثالث في كأس العالم 1998 في فرنسا - والذي ودع البطولة
من دور الثمانية. وتأهلت كرواتيا إلى دور الثمانية بعد الحلول في المركز الثاني
للمجوعة الرابعة خلف البرتغال وأمام كل من الدنمارك وتركيا، وفي الدور الثانئ جاء
تحطم الآمال الكرواتية على الصخرة الألمانية بنتيجة 2-1. (منتخبات لا تنسى: كرواتيا
1996).

في بطولة عام 2000 التش شهدت أول تنظيم مشترك لبطولة اليورو بين
بلجيكا وهولندا، قدم المنتخب البرتغالي مسيرة جيدة جداً الذي واصل المشوار حتى قبل
النهائي عندما خسر أمام فرنسا 2-1 بعد الوقت الإضافي لتكمل الديوك بعد ذلك المشوار
وتحسم البطولة لصالحها على حساب إيطاليا في النهائي بالهدف الذهبي الشهير لديفيد
تريزيجه من ركلة الجزاء التي لا تنسى التي تحصل عليها الأسطورة زيدن الدين زيدان. البرتغال
تصدر المجموعة الأولى برصيد كامل 9 نقاط على حساب رومانيا وإنجلترا وألمانيا. ثم
في دور الثمانية كان التأهل على حساب المنتخب التركي بهدفين دون رد. (منتخبات لا
تنسى: البرتغال 2000).

يستحق منتخب التشيك أيضاً الوقوف أمام مسيرته في يورو 2004 التي أقيمت
في اليونان، حيث تصدر المنتخب التشيكي المجموعة الرابعة على حساب هولندا وألمانيا
ولاتفيا، ثم تجاوز المنتخب الدنماركي في دور الثمانية بسهولة 3-0، إلى أن جاءت
مباراته أمام اليونان – مفاجأة البطولة – حيث خسر المنتخب التشيكي بهدف. (منتخبات
لا تنسى: التشيك 2004).